{وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14)}وقوله تعالى: {وفصيلته التي تؤويه ومن في الأرض جميعاً} فصيلة الرجل، أقاربه الأقربون الذين فصل عنهم وينتهي إليهم، لأن المراد من الفصيلة المفصولة، لأن الولد يكون منفصلاً من الأبوين.قال عليه السلام: «فاطمة بضعة مني» فلما كان هو مفصولاً منهما، كانا أيضاً مفصولين منه، فسميا فصيلة لهذا السبب، وكان يقال للعباس: فصيلة النبي صلى الله عليه وسلم، لأن العم قائم مقام الأب، وأما قوله: {تؤويه} فالمعنى تضمه انتماء إليها في النسب أو تمسكاً بها في النوائب.وقوله: {ثُمَّ يُنجِيهِ} فيه وجهان الأول: أنه معطوف على {يَفْتَدِي} [المعارج: 11] والمعنى: يود المجرم لو يفتدي بهذه الأشياء ثم ينجيه والثاني: أنه متعلق بقوله: {وَمَن فِي الأرض} والتقدير: يود لو يفتدي بمن في الأرض ثم ينجيه، و{ثُمَّ} لاستبعاد الإنجاء، يعني يتمنى لو كان هؤلاء جميعاً تحت يده وبذلهم في فداء نفسه، ثم ينجيه ذلك، وهيهات أن ينجيه.